الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان على صاحبك لما استشير حولك أن يكون أمينًا؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المستشار مؤتمن. رواه الترمذي. وقال أيضًا: من غش فليس منا. رواه مسلم.
وعلى كلٍّ؛ فما كتبه الله لعبده سيأتيه لا محالة، ولو أرادات الأمة كلها منعه، وما لم يكتب له لن يصل إليه، ولو أرادت الأمة كلها إيصاله إليه؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنتُ خَلْفَ النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- يومًا فقال: "يا غُلامُ، إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ. وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". رواه الإمام أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فتأمل هذه الكلمات، وما احتوت عليه من معان وعظات بالغة مؤثرة؛ لتنسيك همّ ما ذكرت، ولا تحزن على ما فاتك، وتسعد في حياتك مطمئنًّا أن ما كتب لك سيأتيك، وما لا فلا.
ويمكنك التواصل معنا من خلال قسم الاستشارات بموقعنا إسلام ويب.
والله أعلم.