الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث لا أصل له في كتب السنة، بل خلت عن ذكره كتب أهل السنة فيما وقفنا عليه، والظاهر أن أصله مِن وضعِ الرافضة وكذبهم، فقد جاء مذكوراً في كتاب جامع الأخبار لصاحبه الرافضي تاج الدين الشعيري من القرن السادس الهجري، في الفصل الثاني والستين من الكتاب، وكذا نقله عنه صاحب مستدرك الوسائل، الرافضيُّ الميرزا حسين نوري الطبرسي ت: 1320 هـ.
وعليه؛ فلا يحلُّ نشر هذا الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث المشهور: مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبين. رواه مسلم في مقدمة صحيحه.
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
والحديثان من رواية المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
فليتَّقِ المؤمن نشر هذا الحديث المكذوب، كغيره من المكذوبات، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في فضل تربية البنات ما فيه الغُنية عن مثل هذا الحديث، وقد بيناها في الفتوى رقم: 198453.
والله أعلم.