الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاعتبار بما عليه هذه الفتاة الآن، وما إن كانت دينه خلوقة أم لا؛ فقد روى البخاري، ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك». وإن كانت فعلًا قد اغتصبت فلا جريرة عليها فيما وقع.
ومع هذا فإننا نقول إن الزواج الذي يكون سببه التعارف عبر وسائل التواصل كثيرًا ما يكون مصيره الفشل بسبب عدم إمكانية التأكد من مدى الصدق، فإذا انضاف إلى ذلك ما يمكن أن تخشى حدوثه من مفاسد بسبب ذلك التصرف الذي صدر تجاهها من أخيها، فنرى أن الأولى أن تجتنب أمر الزواج منها، وأن تبحث عن امرأة صالحة غيرها. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 8757. والواجب عليك قطع أي علاقة بينك وبينها؛ فإنها أجنبية عنك، وراجع الفتوى رقم: 30003.
وننبه إلى خطأ ما أقدمت عليه هذه الفتاة وإخبارها إياك بما حدث لها من أخيها، فقد كان ينبغي لها أن تستر الأمر، وقد ستره الله. ثم إن من أعظم الجرائم ما يسمى بزنا المحارم، وانظر فيه الفتوى رقم: 29514.
والله أعلم.