الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلتحمد الله تعالى أن وفقك لطاعته، والابتعاد عن معصيته، وتسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره، واعلم أن سير العبد على هذا الطريق بامتثاله أوامر الله، واجتناب نواهيه، معناه أن الله تعالى راض عنه، وأعظم كرامة ينالها أولياء الله بعد الإيمان بالله، هي الاستقامة على الخير؛ كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ { الأحقاف : 13 }.
فاستقم على ما أنت عليه، وأخلص النية لله تعالى في كل عملك.
وأما عن شعورك بأنك تعبد الله حق عبادته: فإن كان ناتجا عن العجب بالنفس، وبالطاعات التي وفقك الله لها، فيجب الحذر من ذلك؛ لأنه محبط للعمل، مهلك للإنسان.
يقول الإمام الغزالي في الإحياء مُعدِّدا آفات العجب: وَأَمَّا الْعِبَادَاتُ والأعمال: فإنه يستعظمها، ويتبجح بها، وَيَمُنُّ عَلَى اللَّهِ بِفِعْلِهَا، وَيَنْسَى نِعْمَةَ اللَّهِ عليه بالتوفيق، والتمكين منها، ثم إذا عجب بها، عمي عن آفاتها، ومن لم يتفقد آفات الأعمال، كان أكثر سعيه ضائعاً، فإن الأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة، نقية عن الشوائب، قلما تنفع، وإنما يتفقد من يغلب عليه الإشفاق، والخوف دون العجب ـ إلى أن قال-: فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنْ آفَاتِ الْعُجْبِ، فَلِذَلِكَ كَانَ من المهلكات، ومن أعظم آفاته أن يفتر فِي السَّعْيِ، لِظَنِّهِ أَنَّهُ قَدْ فَازَ، وَأَنَّهُ قد استغنى، وهو الهلاك الصريح، الذي لا شبهة فيه. اهـ.
وراجع بشأن علاج العجب، الفتوى رقم: 118700.
وأما إن لم يكن ناتجا عن ذلك، فلا نرى إلا أنه نوع من الوسواس، فلا تستجب له، واعمل على تجاهله، وامض في طريق الاستقامة، والالتزام بالشرع، واحرص على تحقيق الإخلاص لله تعالى.
وننصحك بمراجعة الاستشارة التالية على موقعنا، وهي حول علاج وسواس العجب بالعمل، وتجدها على الرابط التالي:
http://consult.islamweb.net/consult/2249442
والله أعلم.