الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الفتاوى التي أشرت إليها بسؤالك بيان معنى حسن الظن بالله، نذكر منها على سبيل المثال الفتوى رقم: 281068، فرجاء المسلم في ربه أن يوفقه للزواج -مثلا- لا شك في أنه من حسن الظن بالله، ولا يخفى أنه مع ذلك عليه أن يفعل الأسباب ومن أهمها الدعاء.
ولا يلزم من هذا أن يكون ظن المسلم أن لا يوفق للزواج من سوء الظن بالله سبحانه، إذ قد يكون الدافع له إلى ذلك اعتبارات صحيحة كخوفه من ذنوبه وأنها قد تكون سببا لحرمانه من الخير، فقد قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وروى أحمد وابن ماجه عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وقد ضعفه بعض العلماء ولكن معناه صحيح، ولا ريب في أن الزواج من الرزق الذي قد يحرمه المرء بسبب ذنوبه.
ولمعرفة المقصود بسوء الظن راجعي كلام ابن القيم والذي نقلناه عنه في الفتوى رقم: 167171.
والله أعلم.