الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي السؤال نوع من الغموض، والذي فهمناه منه، هو أنك تسألين عن حكم التوبة مع وجود هذه الصور. فإذا كان الأمر كذلك، فإننا نقول جوابا عن ذلك: إن التوبة من الزنا، تشترط لها شروط التوبة من سائر المعاصي، التي تكون بين العبد وربه، وقد أوضحنا هذه الشروط في الفتوى رقم: 5450 فإذا توفرت هذه الشروط، صحت التوبة ولو مع وجود هذه الصور. فلا تؤثر على صحتها، ولو كانت أثرا من آثارها، وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، وَمثَّلوا لذلك بمن نشر بدعة، ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بَقي فساده، كمن رجعْ * عن بث بدعة عليها يُتَّبعْ.
وننبه إلى وجوب الحذر من الاختلاط المحرم، أو الخلوة، ونحو ذلك من الوسائل التي تقود إلى الوقوع في الفاحشة مرة أخرى، وراجعي الفتويين: 5450، 58914.
والله أعلم.