الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر مما ذكرت أن البول يستمر خروجه منك بعد التبول هذه المدة، والواجب عليك -والحال هذه- هو أن تنتظر حتى ينقطع خروج تلك القطرات، ثم تستنجي، وتغسل ما أصاب بدنك، أو ثوبك، وتتوضأ للصلاة، ووضعك هذه المناديل حسن لمنع انتشار النجاسة في الثياب.
وإذا شككت في وصول النجاسة للثياب، فالأصل عدم خروجها، فابْنِ على هذا الأصل، واعمل به حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء؛ قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: ما ذكره السائل عن نفسه من كونه إذا بال ثم استنجى خرج منه قطرات من البول بعد أن يخرج من محل نقض الوضوء، فإن هذه القطرات لا تخلو من إحدى حالين:
إما أن تكون مستمرة بحيث لا يحصل فيها توقف، فهذه لها حكم سلس البول؛ أي: أن الإنسان إذا توضأ تحفَّظَ بقدر ما يستطيع بعد أن يغسل فرجه، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم صلّى، ولا يتوضأ للصلاة قبل دخول وقتها، هذا إذا كانت هذه القطرات مستمرة لا تتوقف.
أما إذا كانت تتوقف، ولكنها تحصل بعد البول بنحو ربع ساعة، أو ما أشبه ذلك، فإنه ينتظر حتى تتوقف، فإن خرجت بعد هذا انتقض وضوؤه؛ لأن ما خرج من السبيلين ناقض للوضوء بكل حال. انتهى.
ولفقهاء المالكية مذهب سهل في تلك النجاسة -حال السلس- حيث لا يوجبون إزالتها، ويمكن العمل بمذهبهم عند الحاجة، وراجع الفتوى رقم: 75637.
وعليك أن تقضي حاجتك قبل صلاة الجمعة بوقت كافٍ لانقطاع خروج تلك القطرات حتى لا تفوتك صلاة الجمعة، فإذا اضطررت لقضاء حاجتك في وقت الصلاة، واستمر خروج البول، فنرجو ألا إثم عليك -والحال هذه-؛ لأنك معذور، فإن صادفت مسجدًا يؤخر الصلاة فصلِّ معهم، وإلا فصلِّ ظهرًا.
والله أعلم.