الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن التوبة تهدم ما كان قبلها من الذنوب، ومن تاب تاب الله عليه، وشروط التوبة قد بيناها في الفتوى رقم: 29785، ومنها تعلم أنك لا تكون تائبًا توبة صحيحة حتى تقطع علاقتك معها.
فإن تبت على الوجه الصحيح، فنرجو أن تكون توبتك مقبولة، ولا تدخل في الوعيد الوارد في الحديث المذكور، ونحوه، وينبغي أن تحسن الظن بربك، فهو عند ظن عبده به، بل ولا يبعد أن يبدل الله تلك السيئات حسنات كرمًا منه وتفضلًا، كما سبق تبيينه في الفتوى رقم: 1882.
والزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
فإذا تابت إلى الله تعالى، فاقبل بها زوجة، وإذا كان الحال ما ذكرت من رضاها بالزواج بك مع علمها بهذا المرض، فلا حرج عليك في الزواج منها، وراجع الفتويين رقم: 117150، ورقم: 31520.
هذا مع العلم بأنه لا يلزم من إصابة المرء بمرض مميت أن لا يشفى صاحبه منه، أو أن يكون موت صاحبه قريبًا، فعليك بالإقبال إلى ربك، وسؤاله العافية، والشفاء، فهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وافعل الأسباب بمقابلة أهل الاختصاص، واستخدام الدواء، فما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء، روى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل.
وننبه إلى أن يأخذ المسلمون دروسًا وعبرًا مما وقع لهذه الفتاة مع ذلك الشاب، ومع الأخ السائل، وكيف أن التساهل في العلاقات العاطفية يجر إلى شر، وبلاء، وتراجع الفتويان رقم: 30003، ورقم: 58914.
والله أعلم.