الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان البنك المذكور ربويًّا، فلا يقتصر تحريم العمل فيه على مجال الائتمان، وإنما يشمل كل ما فيه نوع إعانة على المعاملات الربوية بأي وجه من الوجوه؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وانظر الفتاوى: 124723، 51642، 157891.
وحيث كان عملك في البنك محرما، فعليك المبادرة بتركه، ولو أدى ذلك إلى إنهاء عملك فيه نهائيًّا، ولا يجوز لك الاستمرار فيه، ولو لتلك السنة فقط، اللهم إلا لضرورة محققة تبيح ذلك، فحينئذ يجوز لك البقاء في البنك، مع وجوب البحث الجاد عن عمل آخر مباح، وانظر الفتوى رقم: 225775 وإحالاتها.
وتذكر أن من ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه، وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
والله أعلم.