الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا بالفتوى رقم: 169917، وتوابعها حكم تعديل الصور وإدخال تحسينات عليها، وخلاصتها: أن الصور الفوتوغرافية لذوات الأروح هي مما اختلف فيه أهل العلم، وقد سبق لنا بيان ذلك مع الترجيح، وذلك في الفتوى رقم: 10888. وبيّنّا أن مثل هذه الصور لا يجوز التصرف فيها بنحو تعديل ألوانها وإدخال التحسينات عليها بالفوتوشوب ولا بغيره، وقد ذكر الشيخ/ ابن عثيمين أنواع الصور، فذكر منها النوع الثالث وقيده بعدم التعديل والتحسين، فقال: أن تلتقط الصورة التقاطًا بأشعة معينة بدون أي تعديل أو تحسين من الملتقط, فهذا محل خلاف بين العلماء المعاصرين. اهـ.
وأما غير ذوات الأرواح (كالجمادات، وصور الطبيعة؛ كالبحار، والجبال، ونحو ذلك): فلا حرج في رسمه، ولا في التقاط صورته فوتوغرافيًّا، ولا حرج في تعديله وإدخال التحسينات عليه.
والأصل أن صاحب الصورة له حق الابتكار، وأن استخدامها موقوف على إذنه؛ وانظري الفتوى رقم: 124926.
لكن وضع الصورة على الإنترنت هو إذن ضمني باستخدامها -لا سيما أن العادة جارية بأن صاحب الصورة هو الذي ينشرها بنفسه ويبيحها للناس-؛ فإذا لم يوجد تنصيص على منع استخدامها؛ فالأصل أنه لا بأس من تعديلها بالشروط المذكورة.
وأما عن كتابة اسمك عليها: فقد بيّنّا في الفتوى رقم: 113475، وتوابعها جواز الاقتباس بشرط العزو إلى المقتبَسِ منه، فالواجب العزو إلى صاحبها، ولا مانع من نسبة التعديل إلى نفسك، ولا يجوز أن تكتبي ما يُفهم منه أنك راسمة للصورة من أصلها.
ونرجو إفراد باقي أسئلتك في أسئلة مستقلة ليتسنى لنا إجابتها.
والله أعلم.