الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمشروع المذكور فيه منافع مباحة، وأخرى محرمة، كبار الخمر، ونحو ذلك, وما كان من قبيل هذه الأمور المحرمة لا يجوز لك تنفيذها، أو متابعتها، وما يقابل هذه الأعمال من الراتب لا يحل؛ لأنه مقابل منفعة محرمة، وباقي الراتب حلال.
ولا بأس بالعمل في الأعمال الأخرى المباحة من هذا المشروع, وننصحك بالانتقال إلى العمل الآخر الذي تصفه بأنه حلال بحت، وإن كان أقل أجًرا، فمن ترك شيئًا لله تحرزًا عن الحرام، فالمرجو من الله تعالى أن يعوضه خيرًا منه ويبارك له في قليل الحلال الخالص، ونوصيك بحسن الظن بالله تعالى، والثقة فيه بأنه سيبدلك خيرًا مما تركت، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3}.
وثبت في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنك لن تدع شيئًا ابتغاء الله، إلا آتاك خيرًا منه.
والله أعلم.