الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه العلاقات، بريد إلى الزنا، ووقوع الفواحش، فهي علاقة محرمة، يجب قطعها فورا، والمبادرة إلى التوبة، وراجع الفتوى رقم: 30003، ورقم: 5450.
وإخبارك لأمك بها، لا يبيح لك الاستمرار فيها، وكذلك الرغبة في الزواج لا تسوغها. ولا تلتفت إلى الخداع الشيطاني، حين يصور لك أنها حزينة جدا، وأنها في حاجة إلى عطفك عليها ونحو ذلك، فإنه بذلك يُرْدِيك، ويتبرأ منك حيث لا ينفع الندم، قال تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ {الحشر17:16}.
والزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
فإن كنت راغبا في الزواج منها، فاخطبها من أهلها، واعلم أنها تظل أجنبية عليك، حتى يعقد لك عليها العقد الشرعي.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المخطوبة أجنبيةٌ من الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة، حتى يعقد عليها.
وعلى هذا؛ فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو أن يتصل بها إلا بالقدر الذي أباحه الشرع ... ولا يحل، يقول بعض الخاطبين: إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي. فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف، والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة، لا تخلو من شهوةٍ، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها، أو يتلذذ. اهـ.
وإذا لم يتيسر لك الزواج منها، ففارقها، وإذا فارقتها وتأثرت بذلك، فلست ظالما لها، بل هي الظالمة لنفسها، حيث أتتك مطاوعة، وسعت في هذه العلاقة بمحض إرادتها.
والله أعلم.