الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن قواعد ديننا الحنيف سد الطرق المفضية إلى المفاسد وهو ما يعبر عنه العلماء بقاعدة سد الذرائع، أي أن الفعل المباح إذا كان ذريعة إلى محرم، فالشارع يحرمه وإن لم يقصد به المحرم لكونه مفضياً إليه غالباً، وقد عرفها القرطبي رحمه الله بقوله:
عبارة عن أمر غير ممنوع في نفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في الممنوع والأدلة على هذه القاعدة كثيرة، منها قوله تعالى:
( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) فمنع سبحانه من سب آلهة المشركين مع أنه جائز لئلا يكون سبباً في فعل ما لا يجوز من سب الله تعالى، ولا ريب أنك -وفقك الله- تعلم ما في التحدث والتعارف عبر النت بين الفتيان والفتيات من فتن ظاهرة تجر الإنسان إلى ما حرم الله ولو بالتلذذ بسماع صوت النساء.
والطريق الشرعي للزواج بالصالحات العفيفات يغني عن هذا الطريق المحرم، فيمكنك سؤال أهل الصلاح والخير عن الأسر المسلمة الطيبة التي تجد فيها - بإذن الله - المرأة الصالحة التي تنشدها والتي تصلح لإقامة أسرة مسلمة، أما التحدث والتعارف عن طريق الإنترنت فمع حرمته، لا يخلو من الكذب والتدليس سواء من قبل الرجل أو من قبل المرأة، وفيه مفاسد تربو على الحصر، ولذلك ننصحك بأن تلتزم الطريقة الشرعية للزواج، ولا تأت البيوت من ظهورها فذلك خير في العاجلة وأحمد في العاقبة.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم
210 والفتوى رقم
1072 والفتوى رقم
1932والله أعلم.