الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما هو مذكور بالسؤال إن كان واقعا فعلا، فهو أمر خطير، وجناية عظيمة، وتعذيب لامرأة مسلمة مستضعفة من غير ذنب جنته، والله عز وجل يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}. ونصرتها ودفع الأذى عنها واجب حسب الاستطاعة، روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله؛ أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره. ويمكن الاستعانة بالمنظمات المدنية في هذا البلد لمحاولة إنقاذها، واستغلال ما يمكن أن يعين على ذلك من قوانين في هذا البلد.
ولا يجوز لأحد الإقدام على قتل هؤلاء؛ فإن هذا مدعاة للفوضى وسفك الدماء؛ ولأجل هذا جعل الشرع أمر إقامة الحدود من شأن الحاكم، أو من ينوب عنه.
هذا مع الاهتمام بالدعاء لها أن ييسر الله تعالى أمرها، ويفرج كربها، فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وأما مسألة الانتحار فراجع الفتوى رقم: 19001 ورقم: 22619
والله أعلم.