الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدراسة الدنيوية بالنية الصالحة كنية نفع المسلمين ونحو ذلك تصير عبادة يثاب عليها صاحبها، وإن كان هذا الشيء الذي تدرسه من فروض الكفايات التي لا بد أن يوجد في الأمة من يقوم بها، فثواب تلك الدراسة حينئذ يربو على ثواب نوافل العبادات، وراجع الفتوى رقم: 188951، والفتوى رقم: 177779. فسدد، وقارب، واجتهد في دراستك بالنية الصالحة، وافعل ما تقدر عليه من نوافل العبادات، ولو أنك وازنت بين المصالح، ونظمت وقتك، وحرصت عليه بحيث لا يضيع عليك شيء منه، واستعنت على ذلك بالله تعالى؛ فلا نشك في أنك تستطيع بإذن الله التوفيق بين الأمرين والموازنة بينهما، وإن تعذر الجمع بين نوافل العبادات وبين دراستك، فقدم الاجتهاد في دراستك، خاصة إن كانت من الفروض الكفائية؛ لأن العبادة ذات النفع المتعدي تقدم على العبادة ذات النفع القاصر.
ومع ذلك لا تترك مجاهدة نفسك على أن تأخذ من نوافل العبادات القدر الذي يتيسر لك -وإن قلّ- مستعينًا بالله تعالى.
والله أعلم.