الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما ذكر أولا من اشتراط تأمين ابتدائي يُرجع لمن لم يرس عليه المزاد، وكذا كون المزاد يتم بواسطة أظرف مغلقة فهذا لا إشكال فيه، وانظر الفتويين رقم: 112367، ورقم: 121443.
لكن ثمة محاذير أخرى متعلقة ببعض الشروط التي تضعها الشركة، ومنها:
1ـ قولك: وتشترط على من رسى عليه المزاد إذا تأخر مدة محددة في استكمال سداد قيمة المبيع بمصادرة المبلغ المدفوع منه ـ فهذا لا يجوز، وهو من أكل أموال الناس بالباطل، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ{النساء:29}.
2ـ قولك: وإذا زاد التأخير عن شهر تباع لحسابه ويحاسب على فرق الثمن بعد خصم مصروفات التخزين مع 20%مصروفات إدارية، وإذا زادت قيمة البيع عن قيمة المزاد، فلا يكون له الحق في المبلغ الزائد ـ فهذا أيضا لا يجوز لما فيه من الظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، فلو فرضنا أن المشتري فوض الشركة في بيع السلعة إذا تأخر في أخذها فليس من حق الشركة أن تأخذ أكثر من مستحقاتها من مصاريف تخزين ونحوها، وما زاد من الثمن ترده على صاحبه, وقد جاء في المعايير الشرعية: وإذا باعت المؤسسة السلعة لعدم سداد الثمن في حينه فيجب عليها الاقتصار على مستحقاتها، وإعادة الباقي إلى العميل. اهـ.
ولعل فيما ذكر كفاية للحكم ببطلان هذه الشروط التي أشرنا إليها ومخالفتها للشرع.
والله أعلم.