معيار وأدلة محبة الله

22-10-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب مسلم الحمد لله محافظ على صلاتي، حدث شيء لي وأنا خائف جدا من هذا الشيء، أنا وقعت في حب الله تعالى أفكر في الله طوال الوقت وأستغفر كثيرا وأصلي لأني أحبه وليس حبا عاديا، فهل لدي إثم؟ لأني خائف جدا من الشيء الذي حدث لي، وإذا كان شيء خاطئ فكيف أرجع لوضعي الطبيعي، تقريبا منذ 3 أيام وأنا أفكر في الله طوال الوقت وأسبح وأستغفر، وأحاول الابتعاد عن المعاصي لكي لا يغضب علي لأني أحب الله تعالى حبا شديدا جدا، قبل النوم أفكر فيه وعندما أستيقظ أيضا أتذكره وأقول أذكار الاستيقاظ والنوم والصباح والمساء، فهل الشيء الذي أنا فيه ضار أم نافع؟ و إذا كان ضارا كيف أتخلص من المشكلة هذه؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإننا نهنئك على ما أنعم الله به عليك من محبته سبحانه وتعالى، فإن حب الله جل وعلا مقصد أساسي يسعى إليه كل مؤمن يرجو رضى الله والجنة، ويخاف سخطه والنار. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الجواب الصحيح: معرفة الله تعالى ومحبته مقصودة لذاتها، وأن الله سبحانه محبوب مستحق للعبادة لذاته، لا إله إلا هو. انتهى.
ولذا كانت محبة الله عز وجل من أعظم أصول الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: محبَّة الله وَرَسُوله من أعظم وَاجِبَات الإيمان وأكبر أصوله وَأجل قَوَاعِده، بل هِيَ أصل كل عمل من أَعمال الْإِيمَان وَالدّين. انتهى.
فأنت -إن شاء الله- على خير وانتفاع، ولكن ننبهك إلى ثلاثة أمور منها:
أولا: أن المعيار في محبة الله ورضاه هو التوفيق لطاعته والعمل بمرضاته المبني على العلم النافع.
ثانيا: أن أقوى الأدلة على محبة الله تعالى اتباع سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {آل عمران:31}.
ثالثا: أن الواجب على المسلم أن يجمع في عبادته لربه بين الحب والخوف والرجاء، فينوي امتثال أمر الله حيث أمره بهذه العبادة حبًّا لله تعالى, وطلبًا لرضوانه وجنته, وخوفًا من عقابه، فلا بد للإنسان في مسيره إلى الله عز وجل في هذه الحياة من هذه الثلاثة, فهي كما يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ: كالطائر له رأس وجناحان، فالرأس محبة الله، والجناحان الخوف والرجاء، فإذا قُطع الرأس مات الطائر، وإذا كسر أحد الجناحين عجز الطائر عن الطيران.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين التالية أرقامهما: 71891، 225901

والله أعلم.

www.islamweb.net