الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على تعلم العلم الشرعي والاستقامة على طاعة الله عز وجل واجتناب ما يسخطه، ونسأله تعالى أن يحفظ ويحفظ لك دينك، ويزيدك هدى وتقى وصلاحا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والدراسة المختلطة، الأصل فيها الحرمة، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى نذكر منها على سبيل المثال الفتويين رقم: 2523، ورقم: 3539.
وتقدم أيضًا أنه يجوز ذلك للضرورة الملجئة، والحاجة التي في معناها أو تقاربها بشروط وضوابط، وذلك في بعض الفتاوى ومنها الفتوى رقم: 5310.
وإن كانت هذه الفتاة دينة خلوقة فمثلها جديرة بالزواج منها، فإن كان ذلك متيسرا الآن فذاك، وإلا فلا تفتح لنفسك بابا إلى الفتنة مغلقا، ولا سيما فيما يتعلق بإخبارك بحبك لها، فإنه لا يجوز، فالشيطان للإنسان بالمرصاد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
والتفكير الذي ذكرته إن كنت تقصد به أنه كان حال اليقظة وعند إتيانك للفراش للنوم فانظر كيف قادك الشيطان من خلال التفكير أولا في أمر عادي إلى اشتهائها وتخيل جماعها، وهذا مما لا يجوز، وراجع الفتوى رقم: 72166.
ونصحك لها وتعليمك إياها أمور دينها وإن كان جائزا في الأصل إلا أنه قد يجر إلى الفتنة، ولا سيما مع حب كل منكما الآخر، والأولى أن تكون دعوة المرأة من قبل مثيلاتها من النساء، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 5271.
والله أعلم.