الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت ملاحظتك لعمل أقسام البنك على سبيل الرقابة، فإنه ينالك نصيب من إثم الإعانة على الربا، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وانظري الفتوى رقم: 12632.
أما إن كانت ملاحظتك للأقسام على سبيل التعلم، ولم تكن لك أي معاونة على نشاطات البنك المحرمة بأي وجه من الوجوه، لا من قريب ولا من بعيد، فلا حرج عليك في الاستمرار بالبنك للفترة المذكورة.
وأما بخصوص الانضمام إلى ما أسميته بالنافذة الإسلامية فهذا ينبني على مدى انضباطها بالضوابط الشرعية واستقلالها عن البنك الربوي الأصلي، فإن كانت منضبطة ومستقلة في معاملاتها عن البنك الأصلي، فلا حرج في العمل بها، أما إن كانت لا تلتزم بأحكام الشرع في معاملاتها، وإنما تتخذ من الوصف الإسلامي لها ستارا وعاملا لجذب أموال المسلمين ، فيحرم العمل فيها كسائر نوافذ البنك. وانظري الفتوى رقم: 55082، وما أحيل عليه فيها.
وعلى ذلك فننصحك من الآن بالبحث الجاد والتحري عن مصدر دخل آخر مباح، وبخصوص الهيئة العامة لسوق المال، فإن مجالات العمل فيها متنوعة، فمنها المباح ومنها المحرم، وعليه فيختلف حكم العمل فيها باختلاف مجاله، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 110933، 131451، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.