الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تعلم أنه لا مدخل للكفر في مثل مسألتك هذه، وإنما يعد كتمان نجاسة الفراش مع علمك أن الناس يصلون عليه ـ مباشرة في بعض الأحيان ـ ويطئونه بأقدامهم المبلولة, معصية عليك أن تتوب إلى الله منها، فإن التنبيه على مثل هذه الأمور واجب، قال في مطالب أولي النهى: ويلزم عالم نجس من ثوب أو غيره لا يعفى عنه إعلام مريد استعماله لأنه من باب الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر، فيجب بشروطه. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 117811، للفائدة حول أحوال انتقال النجاسة من جسم لآخر، والفتوى رقم: 134669، حول وضع السجادة على موضع نجس والصلاة عليه.
ولا يصلح أن يدفعك الحياء إلى كتم ما يجب عليك الإخبار به، وراجع في هذا الفتوى رقم: 66212.
ومن ثم، فتتدارك ما كان منك وأخبر أولئك بشأن نجاسة الفراش حتى يتم تطهيره، وإذا كان بإمكانك أن تفعل ذلك بنفسك دون أن توقع نفسك في الحرج، فهذا هو الأولى، وفي هذا الصدد يمكنك استخدام التورية والمعاريض حتى لا تقع في الكذب، وراجع بشأن معنى التورية والمعاريض وضوابطهما فتوانا رقم: 307972، وما أحالت عليه.
ومن صلى على الفراش المذكور جاهلا بتلك النجاسة أو ناسيا لها، فصلاته صحيحة، كما بينا في الفتويين رقم: 67038 ورقم: 76143.
وبالتالي، فإن صلاة الناس على الفراش المذكور صحيحة ما داموا غير عالمين بنجاسته، ولا يلزمهم إعادة ما سبق، كما لا يلزمك إخبارهم بشأن ما مضى من صلواتهم، لأنه لا يترتب عليه شيء.
والله أعلم.