الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فليس في امتناعك من مساكنة أهل زوجك عصيان لربك، ولا تلزمك طاعة زوجك في هذا الأمر، فإنّ الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا ريب أنّ مساكنة أهل زوجك -إن كانوا كما ذكرت- فيها ضرر على دينك، ودنياك، فالواجب على زوجك أن يوفر لك مسكنًا مناسبًا تأمنين فيه على نفسك، ولا تتعرضين فيه لضرر؛ قال ابن نجيم الحنفي -رحمه الله-: للزوج أن يسكنها حيث أحب، ولكن بين جيران صالحين. البحر الرائق شرح كنز الدقائق (4/ 211).
وننصحك أن تسعي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة إلى الله -عز وجل- من العلاقات المحرمة، وأن يحرص على مصاحبة الصالحين، وأن يجنّب نفسه، وأهله مواطن السوء، فإن تاب، واستقام، وعاشرك بالمعروف، وإلّا فينبغي أن توازني بين ضرر الطلاق، أو الخلع وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.
ونوصيك بالاستعانة بالله، وكثرة دعائه؛ فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.