الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يرى الجن ربنا سبحانه وتعالى؛ لقول الله تبارك وتعالى: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ {الأنعام:103}.
وفي صحيح البخاري عن مسروق، قال: قلت لعائشة ـ رضي الله عنها ـ: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} [الأنعام: 103]، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب} [الشورى: 51]، ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا} [لقمان: 34]، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة: 67] الآية، ولكنه «رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين» اهـ
وأما عن علمهم بوجوده، فإن كثيرًا منهم يعلم بوجوده، كما هو الحال في الإنس، ثم إن منهم المؤمن والكافر، فأما الكافر فإنه حريص على الإغواء، والإضلال؛ تبعًا لأبيهم إبليس، كما حكى الله قوله: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {ص:82-83}.
وأما المؤمن العاصي منهم ، فضعف إيمانه بالله، وعدم استشعاره مراقبته تحمله على المعصية، والإيذاء، كما هو الحال في الإنس.
والله أعلم.