الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت ابنة عمّك صالحة، ومقصودك بتركها الحجاب أنّها غير منتقبة، ولكنها تستر سائر بدنها، فنرجو أن تؤجر على زواجها، وإعفافها، ولا سيما إذا غلب على ظنك أنها ستستر وجهها بعد الزواج؛ لما في ذلك من الإحسان، وصلة الرحم، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: ولذا ينبغي أن يختار الفضلى، فالفضلى من قريبات، أو غير قريبات، وإذا كان في القريبات من هو أهلٌ، فهن أولى؛ لما في ذلك من صلة الرحم، والإحسان إليهن. فتاوى نور على الدرب لابن باز (20/ 82)
أما إن كان المقصود بترك الحجاب: عدم ستر الرأس، ونحوه، فلا ننصحك بالزواج منها على تلك الحال، والأولى، والأسلم ـ والله أعلم ـ أن تبحث عن زوجة ذات دين، وخلق؛ عملًا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: ... فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. (متفق عليه).
والزواج بامرأة غير دينة أملاً في صلاحها بعد الزواج، مسلك غير مأمون العواقب، فالمستقبل علمه عند الله، والهداية بيد الله، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ...وقد يقول بعض الناس: أتزوج امرأة غير دينة، لعل الله أن يهديها على يدي، ونقول له: نحن لا نكلف بالمستقبل، فالمستقبل لا ندري عنه، فربما تتزوجها تريد أن يهديها الله على يدك، ولكنها هي تحولك إلى ما هي عليه، فتشقى على يديها. الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/ 14).
والله أعلم.