الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنرجو الله تعالى أن يتقبل توبتك ويثبتك على الحق، لكنك أخطأت عندما تركت الاغتسال عند توبتك ما دمت ذكرت أنك قد وقعت في بعض نواقض الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض من أسلموا أن يغتسلوا، كما هو الشأن مع
قيس بن عاصم كما في
الترمذي والنسائي وكذلك
ثمامة بن أثال كما رواه
أحمد، وما قيل لك من كون سن البلوغ ثمانية عشر، فهذا غير مجمع عليه عند أهل العلم، فعند الإمام
الشافعي وأحمد أن سن البلوغ خمسة عشر، قال
الشافعي في الأم:
السن الذي يلزمه بها الفرائض، من الحدود وغيرها خمسة عشر والأصل فيه من السنة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عبد الله بن عمر عن الجهاد وهو ابن أربعة عشر وأجازه ابن خمس عشرة. والبلوغ له علامات أخرى وليس السن فقط وهي:
- خروج المني بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لمعاذ خذ من كل حالم ديناراً. رواه
أبو داود. - إنبات الشعر الخشن حول القبل بدليل ما روى
عطية القرظي قال:
كنت من سبي قريظة، فكانوا ينظرون فمن أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل، فكنت في من لم ينبت. رواه
الترمذي هذا بالنسبة للذكر وتزيد الانثى بعلامتي الحيض والحمل.
أما تركك للصلاة فهو من أكبر المعاصي والمنكرات، وبعض أهل العلم يرى كفر من تركها عمداً بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم:
بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة. رواه الجماعة إلا
البخاري والنسائي. وقوله أيضاً:
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه الخمسة.
وقال الإمام
مالك والشافعي: من تركها كسلاً تطلب منه التوبة، فإن لم يصلِّ قبل خروج الوقت قتل، وأما من تركها منكراً لوجوبها فهو كافر بإجماع الأمة. أما قضاء ما تركته من الصلوات قبل التوبة، فإن الذي رجحه كثير من أهل العلم أنه لا قضاء عليك إن شاء الله، بدليل حديث المسيء صلاته فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بقضاء ما فات مع أنه قال له:
ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ. ولكن يجب عليك الابتعاد عن مواطن السوء وكل ما يؤدي إلى فساد دينك، وعليك بالإكثار من الاستغفار، سائر الطاعات، وصحبة أهل الخير، عسى الله تعالى أن يتقبل توبتك، ويمكنك الرجوع إلى الفتوى رقم:
8500والله أعلم.