الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأحسن الله عزاءك في والدك، ونسأل الله أن يتقبله، ويرفع درجته، ويرضيه عنك، ويجمعك به في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ونوصيك ببره، فبر الوالد لا ينقطع بموته، كما أسلفنا القول في ذلك، في الفتوى رقم: 44341.
ولا شك في أنه مهما أمكن الولد تحقيق ما يبتغيه والده له في أمر الدراسة، في تخصص معين، كان أفضل، فرضا الوالد من أفضل القربات، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. وهذا السخط فيما إذا سخط في أمر تجب على الولد فيه طاعة والده، وقد بين أهل العلم أن هذه الطاعة لا تجب في كل حال، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 76303.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، فلا يكون عاقًّا، كأكل ما لا يريد. انتهى من الاختيارات.
فلا تلزم طاعة الوالدين في دخول تخصص لا يرغب فيه الولد.
وعليه؛ فلا إثم عليك فيما صنعت، ونؤكد على ما ذكرناه أولًا من الاجتهاد في فعل ما تبرين به والدك بعد موته.
والله أعلم.