الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نفتي به، أن المستخير، يمضي بعد الاستخارة في فعل ما يريده، ويكون توفيق الله له، علامة على أنه اختاره له، وصرف عنه غيره مما ليس فيه خير له، ولينظر التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
والذي ننصحك به: أنك ما دمت قد استخرت الله في دخول تلك الكلية، ثم دخلتها، فعليك أن تجتهدي في دراستك، وتوطني نفسك على الرضا بما قدره الله لك، ولا نرى أن تنتقلي من تلك الكلية إلى غيرها؛ لما فيه من تضييع العمر من غير مصلحة معتبرة، وعليك أن تضعي في الحسبان جانب مرضات الله تعالى، وتنظري أي الدراستين أقرب إلى تحقيق مقصود الشرع، وأنفع لك في دينك ودنياك، وأبعد عن المحاذير الشرعية.
فإن تساوتا، أو كانت الكلية التي أنت فيها أرجح من هذه الناحية، فامضي في كليتك تلك، ولا تنتقلي منها، واستعيني بالله تعالى، وأحسني ظنك به، عالمة أنه سيعينك، ويوفقك لما فيه الخير، ومما يرجح بقاءك في الكلية التي أنت فيها، أنها رغبة أبيك، ففي استمرارك فيها بر به، وإحسان إليه، وهذا من موجبات توفيق الله تعالى، وقد تكونين تعرضت لحسد، أو نحو ذلك، فاستعيني على دفعه بالرقى النافعة من الكتاب والسنة، واجتهدي في دعاء الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح.
والله أعلم.