الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا أن الاحتفال بما يسمى عيد الميلاد، محرم، وقد أشبعنا هذه المسألة إيضاحا، وذكرنا طرفا صالحا من أدلة التحريم في فتوانا: 264361، فلتنظر.
وقد كان الواجب عليك ألا تهنئ أختك بعيد ميلادها، ما دمت تعتقد تحريم ذلك، بل كان عليك أن تبين لها خطأ الاحتفال بأعياد الميلاد، وأنه مخالف للشرع.
وما دمت تعتقد تحريم هذا الاحتفال، وكانت زوجتك كذلك تعتقد هذا الأمر، فليس لك أن تهنئها بعيد ميلادها، ولو سخطت بسبب عدم تهنئتك لها، فهي مخطئة بذلك، وبخاصة أنها تعتقد أن هذا الأمر محرم؛ كما ذكرت.
فعليك أن تناصحها بلين ورفق، وتبين لها أنه ليس من علامة حبك لها أن تخالفا شرع الله، بل الحب التام هو ما كان حاملا على موافقة الشرع والتمسك به.
وحاول أن تسترضيها بما أمكن من الكلام الطيب اللين مع بيان حكم الشرع، وأن الشخص ليس له أن يفعل ما يراه حراما مرضاة لأحد من الناس.
واعلم أن من أسخط الناس برضا الله، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى.
فأصرَّ على موقفك وهو فعل ما تعتقد أنه شرع الله -تعالى-، ولا تعد لتهنئة أحد بعيد الميلاد: لا زوجتك ولا أختك ولا غيرهما.
والله أعلم.