الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمحادثة الرجل امرأة أجنبية عنه لغير حاجة ومن غير مراعاة للضوابط الشرعية أمر محرم، وباب إلى الفتنة والفساد، سواء كانت هذه المحادثة عبر الإنترنت أم غيره، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 21582.
وليس في مجرد الحديث إليهن تعلق لشيء من حقهن بك، أو جناية منك عليهن، فيكفيك أن تتوب بينك وبين ربك، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.
ولا تلتفت إلى هذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك، فلعلها من كيده وحيله ومكره ليفتح لك بابًا للحديث معهن مرة أخرى والوقوع في الفتنة، وقد حذر الله تعالى من شره فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}. فهذه الخطوات هي استدراجه للمسلم خطوة بعد خطوة ليقع في معصية الله -عز وجل-.
ونوصيك في الختام بالحرص على الاستقامة، ووسائل الثبات عليها، والحذر من أسباب الفتنة جميعها، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928.
والله أعلم.