الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، ودأب أتباعهم المصلحين، واعلم أنّ الداعي إلى الله ينبغي أن يكون أحرص الناس على طاعة الله، واجتناب معاصيه، فاتق الله، واحرص على تحصين نفسك من الفتن، ولا سيما فتنة النساء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء. متفق عليه.
ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة؛ قال العلّامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه (بريقة محمودية) -وهو حنفي-: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة.
فاحذر من الكلام مع الأجنبيات من غير حاجة، واحرص على غض البصر؛ فهو من أنفع الأمور لحفظ الفرج، وصلاح القلب، وراجع في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.
وننصحك بالمبادرة إلى الزواج متى قدرت عليه، وإلى أن يتيسر لك الزواج، فعليك أن تصبر، وتستعف، واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله، ويربطونك بالمساجد، ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء، والإلحاح فيه، مع إحسان الظن بالله، فإنّه قريب مجيب، وراجع الفتويين: 36423، 23231.
والله أعلم.