فضل العبادة المتعدية على العبادة القاصرة

12-11-2015 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم عمل تبرعي مجانًا إذا كان منافسًا لعمل يؤجر عليه؟ وما هي الشروط للقيام بعمل تبرعي مجانًا؟
وشكرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسؤال غير واضح تمامًا.

وإن كان المقصود المقارنة بين العبادة القاصرة كنوافل الصوم والصلاة، والعبادة المتعدية، لا سيما ما هو مطلوب في وقته كإطعام الجوعى، وعلاج المرضى وقت الكوارث، ونحوها: فالجواب أن هذا الأخير أفضل، وأكثر أجرًا؛ لأن نفعه متعدٍّ بخلاف العبادات الفردية فإن منفعتها تقتصر على العابد، ولا تتعدى إلى غيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم -حاثًّا على هذا النوع من الأعمال المتعدية النفع-: على كل مسلم صدقة. قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة. متفق عليه.

وفي الحديث الآخر: ذهب المفطرون اليوم بالأجر. رواه البخاري ومسلم.

جاء في حاشية السندي على سنن النسائي: ذهب المفطرون بِالْأَجْرِ. أَي: حصل لَهُم بالإعانة فِي سَبِيل الله من الْأجر فَوق مَا حصل للصائمين بِالصَّوْمِ؛ بِحَيْثُ يُقَال: كَأَنَّهُمْ أخذُوا الْأجر كُله. اهـ.

وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قوله: (ذهب المفطرون) بالأجر، أي: بالأجر الأكمل الوافر، لأن نفع صوم الصائمين قاصر على أنفسهم، وليس المراد نقص أجرهم، بل المراد أن المفطرين حصل لهم أجر عملهم ومثل أجر الصوام لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوام.

قيل: فيه: أن أجر الخدمة في الغزو أعظم من أجر الصيام. وفيه: أن التعاون في الجهاد وفي خدمة المجاهدين في حل وارتحال واجب على جميع المجاهدين. وفيه: جواز خدمة الرجل لمن يساويه، لأن الخدمة أعم -كما ذكرنا-. اهـ.

والعمل الخيري لا يقتصر على المسلم أو الإنسان فقط، بل يشمل كل ذي روح من إنسان وحيوان؛ ففي حديث أبي هريرة المتفق عليه: في كل كبد رطبة أجر.

ولا نعلم شروطًا للقيام به سوى احتساب الأجر وتحقيق الإخلاص حتى يكون العبد مأجورًا عند الله تعالى.

والله أعلم.

www.islamweb.net