الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتحري الحلال أمر حسن محمود فاعله، لكن لا ينبغي أن يصل هذا بصاحبه إلى حد الغلو والتنطع، فيصير من أصحاب الورع البارد الذين يتركون ما لا شبهة فيه خوفا من الإثم، وقد حذر من مثل هذا أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 196231.
وعليه؛ فمن لا تعلمين يقينا أن في ماله شيئا محرما، فلا ينبغي أن تتورعي عن قبول هديته، لأن هذا من التنطع والابتداع في الدين، يقول ابن تيمية: وأما المسلم المستور: فلا شبهة في معاملته أصلاً، ومن ترك معاملته ورعاً كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ.
ولتحذري من إساءة الظن بالناس، فالأصل حلية ما بأيديهم من أموال حتى يثبت العكس، أما من علمت أن بعض ماله حرام: فهذا يجوز قبول هبته، ولو تورعت عنها، فلا بأس، لأن معاملته مكروهة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6880
وأما القصة التي أشرت إليها: فلا علم لنا بها ولم نطلع عليها فيما بين أيدينا من مصادر.
والله أعلم.