الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الوساوس: فعلاجها هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فكلما وسوس لك الشيطان أن صلاتك بطلت فلا تلتفت إلى وسواسه، وامض في صلاتك، ولا تقطعها، ولا تعدها بعد الفراغ منها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196.
وأما مسح الذكر بالماء: فلا يجزئ في الاستنجاء، بل لا بد من صب الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي غلبة الظن بزوال النجاسة، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 132194. وبه تعلم أن الطريقة التي تتبعها الآن في الاستنجاء هي الصحيحة وأن ما كنت تفعله أولًا خطأ.
وأما الصلوات الفائتة: فتلزمك إعادتها عند كثير من أهل العلم، ولا تلزمك إعادتها عند بعضهم كشيخ الإسلام -رحمه الله- الذي يرى أن من ترك شرطًا من شروط الصلاة جاهلًا لم تلزمه الإعادة، كما بيناه في الفتوى رقم: 125226. كما أن فقهاء الحنفية يرون صحة صلاتك -والحال ما ذكر-؛ لأن الاستنجاء عندهم غير واجب أصلًا، وانظر الفتوى رقم: 311233. وما دمت مصابًا بالوسوسة فلا حرج عليك في ترك إعادة الصلاة عملًا بقول من لا يوجب عليك إعادتها، وانظر الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.