الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الأحاديث بعضها في درجة المقبول إما صحيحة أو حسنة، وبعضها في درجة المردود إما ضعيفة أو موضوعة، وتفصيلها على النحو التالي:
• أما حديث: الأَزْدُ أُسْدُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَضَعُوهُمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يَرْفَعَهُمْ وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُولُ الرَّجُلُ يَا لَيْتَ أَبِى كَانَ أَزْدِيًّا يَا لَيْتَ أُمِّي كَانَتْ أَزْدِيَّةً. فقد ضعفه الشيخ الألباني.
• وأما حديث: نعم القوم الأزد طيبة أفواههم برة أيمانهم نقية قلوبهم. فقد حسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط.
• وأما حديث: الأزد لا يخيبون ولا يعلون، هم مني وأنا منهم، من لم يكن له أصل بالعرب فليلحق بالأزد، فإنهم أصل العرب. فلم نجد له ذكرا في الكتب التي بين أيدينا إلا في كتاب الأنساب للصحاري العوتبي الإباضي، وقد ذكره بغير سند.
• وأما حديث: نعم الحي الأسد والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون هم مني وأنا منهم. فقد ضعفه الألباني وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف.
• وأما حديث: أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبه أفواها وأصدقه لقاء. فقال عنه الألباني: مَوضُوعٌ.
• وأما حديث: الأزد مني وأنا منهم ... فقال عنه الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم. وقال ابن حجر: في إسناده ضعف.
• وأما حديث: مرحبا بالأزد أحسن الناس وجوها وأشجعهم قلوبا وأطيبهم أفواها وأعظمهم أمانة شعاركم يا مبرور. فقد ذكره ابن عدي في كتابه (الكامل في ضعفاء الرجال)، وذكر أن في إسناده: عُمَر بن صالح بصري ، يُكَنَّى أبا حفص، يروي عَن أبي حمزة متروك الحديث. انتهى. وأبو حمزة هو شيخه في هذا الحديث عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما.
• وأما حديث: مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة! أنتم مني وأنا منكم. فلم نجد أحدا من أهل العلم حكم عليه، وقد رواه ابن سعد في الطبقات، وفي إسناده شيخ ابن سعد محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث.
• وأما حديث: الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الأذان في الحبشة و الشرعة في اليمن والأمانة في الأزد. فقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
• وأما حديث أنس بن مالك الذي يقول فيه: إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس. فقد رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد موقوف.
• وأما حديث: أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّيَ، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ الجنة؟ فقلنا: يا رسول الله، أو غيرنا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، الْمَطْرُوحُونَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ الْمَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يَقْضِهَا. فقد ذكر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة: رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ راوٍ لَمْ يُسَمَّ. انتهى. ومعنى هذا أن إسناده ضعيف.
• وأما حديث: ...ثم أصعدني إلى السماء السادسة ، فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى ، كأنه من رجال شنوءة ؛ فقلت له : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران... فقد ذكره ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق بلاغا في حديث طويل قال عنه السهيلي في الروض الأنف: وَفِي الْحَدِيثِ غَرَابَةٌ وَنَكَارَةٌ. انتهى. ويغني عنه الحديث الثابت في صحيح مسلم عن جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «عُرِضَ عَلَىَّ الأَنْبِيَاءُ فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ ـ يَعْنِى نَفْسَهُ ـ وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ».
والله أعلم.