الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية ننبهك على حرمة الاستمناء, مع ما فيه من أضرار جسيمة, ومخاطر كثيرة, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 7170.
ثم إذا كنت قد اغتسلت قبل صلاة العشاء, ثم صليتها, فهي صحيحة على كل حال لعدم حصول نوم بينها وبين الاغتسال يمكن فيه حصول احتلام.
وبخصوص الأثر الذى رأيته, فإن كنت تشك في حصوله قبل صلاة الفجر، أو بعدها, فإنك تعمل على أنه قد خرج بعدها؛ إذ القاعدة أن الشك إذا دار بين زمنين قدر حصول الشيء بأقربهما، ومن ثم؛ تكون صلاة الفجر صحيحة، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن، انتهى.
وإن تحققت حصول الأثر المذكور قبل صلاة الفجر, ثم شككت في حقيقته هل هو مني أم مذي؟ فأنت مخير بين جعله منيًّا أو مذيًّا, فإن شئت جعلته منيًّا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد صلاة الفجر التي صليتها قبل غسل الجنابة، وإن شئت جعلته مذيًّا، فتصح صلاتك بنجاسة المذي جاهلًا وجوده عند جمهور العلماء, كما تقدم في الفتوى رقم: 244354.
ومذهب التخيير هنا هو مذهب الشافعية, وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 181641.
وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.
والله أعلم.