الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك، فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، وأضر بك ضررًا بالغًا، وذلك ظاهر من سؤالك هذا، وأسئلتك السابقة، وسبب ذلك تسلط الشيطان عليك، واسترسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدة نفسك في تركها، والإعراض عنها، وقد بيّنّا مرارًا وتكرارًا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو: الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها.
والواجب عليك أن تخرج من هذه الوساوس المظلمة، التي أسرك فيها الشيطان بركام من الأوهام، والتخيلات، والاحتمالات، وأنه لا يجب عليك في شيء مما ذكرت إلا الإعراض عن هذه الأفكار، والوساوس التي لا تقود إلا إلى معيشة مظلمة، وضيق في الدين، والدنيا.
وعلى المسلم أن يشغل نفسه بما يعود عليه بنفع من استغفار، وذكر، وتلاوة قرآن، ونحو ذلك؛ فالوقت هو الحياة، وتضييعه في ما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية، أو دنيوية خسارة للحياة؛ ولهذا نبّه الله -عز وجل- في القرآن الكريم على أهمية الوقت، فأقسم -سبحانه وتعالى- بأجزاء الوقت في محكم كتابه في غير ما آية، فأقسم بالليل، والنهار، والفجر، والعصر، وذلك تنبيهًا على أهميته، كما نبّه النبي صلى الله عليه وسلم على أهميته فقال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. رواه البخاري.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 3086، 51601.
والله أعلم.