الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أن هذه المرأة أجنبية عنك، وقد شدد العلماء في أمر التحدث مع الأجنبية وضيقوا فيه، سدا للذريعة ومنعا لأسباب الفتنة، وانظر فتوانا رقم: 21582.
فيجب عليك الحذر في أمر الكلام معها، وإن كانت هذه المرأة ذات دين وخلق، فزواجك منها أمر حسن، والزواج يعف المرء به نفسه، ويطفئ نار العشق في القلب، ولذا فهو من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، للحديث الذي رواه ابن ماجة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح.
وكون المرأة مطلقة ليس عيبا، ولا يمنع من الزواج منها، ولا يلزمك إخبار أهلك بأنها مطلقة، والدراسة ليست مانعا من الزواج لمن كان قادرا على الكسب لينفق على نفسه وأهله، ولا ينبغي لأهلك الاعتراض عليك لمجرد أمر الدراسة، ولا بأس بأن تحاول إقناعهم، وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج فبها ونعمت، وإلا فاصرف نفسك عنها تماما، ولمعرفة وسائل علاج العشق راجع الفتوى رقم: 9360.
وننبه إلى أنه لا يحبذ أمر الخطبة مع طول أمدها وتأخير أمر الزواج، فإن هذا مدعاة لحصول بعض المشاكل، وأن يعرض ما قد يكون معوقا من إتمام الزواج، وهنالك كثير من الأحداث في الواقع تؤكد هذا المعنى.
والله أعلم.