الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنّا لله وإنا إليه راجعون على ما آل إليه حال بعض المسلمين من الجهل بأحكام الشرع، فإنه لا يخفى على من بقي في قلبه حياة إيمانية أن نوم الممثل مع الممثلة الأجنبية عنه فى سرير واحد؛ أو تقبيلها محرم، بل جريمة عظيمة، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 67926، 119647.
ولا يغير الحكم العبث الذي يُفعل بدعوى الزواج في التمثيل؛ فهذا عبث لا يقع به شيء، وبالتالي لا يقع أي أثر لهذه الزوجية في المسلسل، ولا تكون جامعة بين زوجين، بل تكون آثمة تقبل وتحضن أجنبيا، وانظر الفتوى رقم: 49453.
وقد لفت نظرنا ـ أخانا الكريم ـ أن عامة أسئلتك متعلقة بمنكرات يعرف تحريمها من نشأ في بلاد المسلمين، ويستنكرها من في قلبه بقايا الفطرة، وأغلب ظننا أنك تريد نهي الناس عن هذه المنكرات، فأحببنا أن نلفت نظرك أنه ليست المشكلة عند أكثر من يمارسون أو يشاهدون ذلك هي الجهل بالتحريم، ولكن يحتاجون إلى الترغيب والترهيب، والتذكير بالآخرة، والخوف من الله، والاستحياء منه حتى يكون نوع رادع. نسأل الله فعل الخيرات وترك المنكرات.
وأما إن كنت جاهلا بتحريم ذلك، وتسأل استعلاما؛ فهذه مصيبة عظيمة، وتفريط في تعلم حدود ما أنزل الله على رسوله؛ فهذه منكرات يعلم تحريمها القاصي والداني ممن يخالط المسلمين، والواجب على المسلم أن يتعلم تحريمها؛ قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الحسبة: وَطَلَبُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ إلَّا فِيمَا يَتَعَيَّنُ مِثْلَ طَلَبِ كُلِّ وَاحِدٍ عِلْمَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَمَا نَهَاهُ عَنْهُ، فَإِنَّ هَذَا فَرْضٌ عَلَى الْأَعْيَانِ. انتهى.
والله أعلم.