الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن استخار الله تعالى في أمرٍ فليعزم وليمض فيه، فإن تيسر له وأقدم عليه علم أنه خير له، وإن كانت الأخرى ولم يتمكن منه فهو خير له أيضا، إذ كل ما يحصل بعد الاستخارة من فعل أو ترك فهو خير، وانظر الفتوى رقم: 134902.
وعلى هذا فإن ما تُقدم عليه بعد الاستخارة ستكون عاقبته لك خيرا عاجلا أم آجلا.
ولكن ينبغي أن تعلم أن الاستخارة لا تعني أن المستخير لا يجد أي صعوبات في الأمر الذي استخار لأجله، وبالتالي فالصعوبات التي تعترضك ليست علامة على المضي من عدمه، فلا ينبغي أن تصدك تلك الصعوبات عن ما تريد، بل تمضي لما أردت مع الأخذ بالأسباب المشروعة والمباحة، والتوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، والحرص على ما ينفعك، والدعاء بأن يقدر لك الخير.
وإذا حصل لك انصراف تام وعدم رغبة في الموضوع الذي استخرت من أجله ففي هذه الحالة يعتبر هذا علامة على أن الخير في الترك، جاء في الموسوعة الفقهية: وأما علامات عدم القبول فهو: أن يصرف الإنسان عن الشيء، لنص الحديث، ولم يخالف في هذا أحد من العلماء، وعلامات الصرف: ألا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه معلقا به، وهذا هو الذي نص عليه الحديث: فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. اهـ
والله أعلم.