الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت عن أخيك من تصرفات ـ إن ثبتت عنه ـ فإنها تدل على تفريط عظيم في حق الله عز وجل بمشاهدة الأفلام الإباحية، هذا بالإضافة إلى عقوقه لوالديه بإساءته لهما وقسوته ودعائه عليهما، وهذا مما يبين أنه على خطر عظيم إن لم تتداركه رحمة ربه ويوفقه إلى توبة نصوح قبل الموت، وراجع الفتويين رقم: 76130، ورقم: 25001.
والرسائل التي اطلعت عليها في هاتفه لا تدل على أنه يمارس شيئا من اللواط، والأصل سلامته من ذلك حتى يدل الأمر على خلافه، ولكن مجرد وجود عبارات فيها شذوذ وانحراف، فإنها تجعله في خطر ويمكن أن تقوده إلى هذه الفاحشة ـ والعياذ بالله ـ ونوصيك بعدة أمور:
أولا: شكره والثناء عليه فيما يأتي من أمور طيبة من نحو ما ذكرت من طلبه العلم الشرعي، وذكره بأن العلم نور يبعث في قلب صاحبه الخشية من الله، كما قال سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ {فاطر:28}.
ثانيا: بذل النصح له بالحسنى وإسماعه ـ ولو من طريق غير مباشر ـ لبعض المواعظ المسجلة، فلعل قلبه يلين ويصلح الله تعالى حاله، فالقلوب بيد الله عز وجل، قال تعالى: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:178}.
وروى الترمذي وابن ماجة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء.
ثالثا: الدعاء له، وخاصة من قبل الوالدين، فدعوتهما لولدهما مستجابة، روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده.
نسأل الله عز وجل أن يهديه صراطه المستقيم وأن يلهمه رشده ويقيه شر نفسه وسيئ عمله، وننبهك إلى التوبة مما وقع منك من تجسسك عليه، فالتجسس محرم، كما بينا في الفتوى رقم: 77776.
والله أعلم.