الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على تعلم العلم الشرعي، ولا شك في أن هذا من أعظم القربات، وسبيل لنيل رضا الله تعالى ودخول جنته، نسأله سبحانه أن يحقق لك ما تبتغي، ونوصيك بكثرة الدعاء.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى بيّنّا فيها أنه لا يلزم الولد طاعة والديه في دراسة تخصص معين، فراجع على سبيل المثال الفتوى رقم: 213064. فلو أنك رفضت هذا التخصص ابتداء كان لك سعة في ذلك، ولكن بما أن والدك قد خسر عليك الكثير من المال، وقد قطعت هذا المشوار الطويل، فالذي يظهر -والله أعلم- أنه يجب عليك طاعته، وإكمال الدراسة، وتحرم عليك مخالفته؛ لأنه قد تعلقت بذلك مصلحة له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب، وإلا فلا. اهـ.
ولعلك إذا بررت بوالدك وأرضيته أن يرضى الله عنك، ويعينك، ويفتح عليك من أبواب العلم الشرعي والفهم ما لا يخطر لك على بال؛ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}، ورى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رضي الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد".
ويمكنك أن تستغل أوقات فراغك، ولا سيما في الإجازة السنوية لتحصيل العلم الشرعي، وقد توفرت وسائله في هذا الزمان مع هذا التقدم التقني. ويمكنك مراجعة محور الصوتيات على موقعنا، وهو مشتمل على محاضرات ودروس لعلماء أفذاذ من أمثال الشيخين ابن باز وابن عثيمين، وغيرهما، رحم الله من مات، وحفظ من بقي حيًّا من هؤلاء العلماء. وعنوان الرابط هو: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Lectures
والله أعلم.