الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتفكيرك في الإفطار إن كان قبل طلوع الفجر فلا أثر له.
وأما إن كان بعد طلوع الفجر، فهو من باب التردد في النية، وهل تقطع الصوم؟ فيها قولان في مذهب أحمد:
أصحهما: عدم القطع؛ قال الحمد في شرح الزاد: فإن تردد في القطع فما الحكم؟ قولان في مذهب أحمد؛ أرجحهما: أنه لا ينقطع صومه، بل يكون في حكم الصائمين لا المفطرين؛ لأن هذا التردد لم يؤثر في نيته الأصلية، فهو ما زال ناويًا الصوم، أم لا يقطعه فلم تتأثر نيته بذلك. ويصح أن يستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تتكلم). انتهى.
بل من أهل العلم من لا يرى قطع الصوم بنية الفطر أصلًا؛ قال ابن قدامة في المغني: مسألة: قال: (ومن نوى الإفطار فقد أفطر) هذا الظاهر من المذهب. وهو قول الشافعي، وأبي ثور، وأصحاب الرأي، إلا أن أصحاب الرأي قالوا: إن عاد فنوى قبل أن ينتصف النهار أجزأه؛ بناء على أصلهم أن الصوم يجزئ بنية من النهار.
وحكي عن ابن حامد أن الصوم لا يفسد بذلك؛ لأنها عبادة يلزم المضي في فاسدها، فلم تفسد بنية الخروج منها، كالحج ... انتهى.
وما دمت موسوسًا فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 181305.
وحيث إنك لا تجزم أنك ابتلعت شيئًا من الزعتر، وإنما الذي تجزم به هو بلع شيء من الريق المعتاد؛ فالقاعدة أن اليقين لا يزول بالشك، فصومك صحيح -إن شاء الله-، ولا تلتفت إلى الوساوس.
وحتى لو وجدت طعم شيء من ذلك في حلقك، فلا تفطر بذلك؛ كما بيّنّا في الفتوى رقم: 164965.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.