الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تارك الصلاة لا يكفر وعليه فإن من ترك الصلاة متعمداً وجب عليه قضاؤها سواء قلت الصلوات المتروكة أو كثرت، وكذا القول في الصيام.
وذهب بعضهم إلى ترجيح المذهب القائل بتكفير التارك للصلاة ولم يفرقوا بين تاركها عمداً أو تكاسلاً وبين جاحد وجوبها للأدلة العامة في ذلك ومنها قوله صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد وأهل السنن. وقوله صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " رواه مسلم. وعلى هذا القول فإن من ترك الصلوات متعمداً وجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً وإن يكثر من الاستغفار والصدقات العامة ويجب الندم على فعل الذي مضى وليس عليه قضاء ما فاته من الصلوات، وما ترك من صيام رمضان.
وإن قضى تلك الصلوات الفائتة على أي نحو تيسر له وكذا لو صام ما فاته من شهور مضت مع إطعامه ثلاثين مسكيناً مع قضاء كل شهر كفارة عن تأخير القضاء خروجاً من الخلاف فذلك الأولى، لأن القول بالقضاء هو قول أكثر أهل العلم.
ونسأل الله لك الثبات على الدين وحسن الخاتمة.
والله أعلم.