الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم هداك الله أن ترك الصلاة من أكبر الموبقات وأعظم الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 130853، فعليك أن تحافظ على صلاتك وألا تفرط فيها، ولا يلزمك النطق بالشهادتين ولا الاغتسال بل اشرع من الآن في الحفاظ على صلاتك غير مكترث بوساوس الشيطان ولا عابئ بها، فإن علاج الوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها.
واعلم أن الله تعالى رحيم بعباده بر بهم لطيف سبحانه، ولذلك شرع لنا هذا الشرع الحنيف وجعل امتثاله والاستقامة عليه سببا لنيل أعظم كرامته وهي الجنة، فاطرد وساوس الشيطان عنك، وكلما ألقى في قلبك شيئا منها فادفعه ولا تسترسل معه، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك ما دمت كارها لها نافرا منها، وانظر الفتوى رقم: 147101، ومما يعينك على الثبات والاستقامة أن تكثر ذكر الله ودعاءه، وأن تصحب الصالحين وتكثر حضور مجالس العلم وحلق الذكر وتتفكر في الموت وما بعده والجنة والنار، فكل هذا يعينك على الاستقامة والثبات بإذن الله، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة، فإن عون الله مصاحب لمن صدق في مجاهدة نفسه؛ كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، ولا حرج عليك في العمل بقول من يرى عدم كفر تارك الصلاة فإنه قول الجمهور، لكن اعلم أن ترك الصلاة وإن لم يكن كفرا لكنه أعظم من كل الذنوب حتى من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس -عياذا بالله- فتب إلى الله واستقم على عبادته واترك الوساوس والأوهام، ولا حرج عليك إذا اختلف العلماء في مسألة أن تقلد من تثق به منهم ولو كان قائلا بالقول الأخف وليس ذلك من تتبع الرخص، وانظر الفتوى رقم: 169801.
والله أعلم.