الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الإمام أحمد في المسند عن أبي الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نبوة بعدي إلا المبشرات، قال: قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الحسنة أو قال: الرؤيا الصالحة. وقد فسر صلوات الله وسلامه عليه المبشرات بالرؤيا الصالحة. أما النبوءة الصادقة فلا تقع إلا لنبي؛ إذ كون الشخص يخبر خبراً معصوماً عن الغيب مما يختص به الأنبياء. أما الرؤيا، فتقع لآحاد المؤمنين كما في الحديث السابق. والنبوءة قد انتهت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن وقوعها بعده. أما الرؤيا فهي مستمرة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. والسؤال الفطري الذي ينبع من فطرة الإنسان لا يكفر به صاحبه، لأن الله فطر الإنسان على التوحيد، كما قال الله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:30]. فالأسئلة الفطرية لا تؤدي إلى الكفر ولا تناقض الإيمان، وإنما تناقضه الأسئلة التي يكون فيها استهزاء بالدين، أو اعتراض على حكمة الله في ما قضى، ونحو ذلك مما يدل على عدم تحقق الإيمان الواجب، ومثل هذه الأسئلة لا يقال إنها فطرية. والله أعلم.