الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أوضحنا في الفتوى رقم: 127842، أن من كان عليه قضاء من رمضانين، أو أكثر لم يلزمه تعيين النية لليوم المقضي؛ لكون الصوم من جنس واحد.
وعليه؛ فلو كنت قد صمت تلك الأيام التي ذكرت دون تحديد هل هي عن رمضان الأول أو الثاني، وإنما بنية قضاء ما عليك، ثم تبين أن رمضان الأول لم يكن يلزمك فيه قضاء، فإنها تحسب عن رمضان الثاني.
وأما إن كنت عينت بصوم تلك الأيام قضاء رمضان الأول، أي صمتها بنية أنها عن قضاء رمضان الذي تبين لك أنه لم يكن يلزمك فيه قضاء، فلا تجزئك عن قضاء رمضان الثاني؛ لأنه لا يمكن تغيير النية بعد الفراغ من العبادة، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 140963، وتلك الأيام قد وقعت بنية رمضان الأول لا بنية رمضان الثاني، وهذا الأمر عام في كل عبادة، فلا يمكن تغيير النية بعد الانتهاء منها، قال السيوطي: نوى قطع الصلاة بعد الفراغ منها, لم تبطل بالإجماع, وكذا سائر العبادات. اهـ
وراجع الفتوى رقم: 159033، والفتوى رقم: 223885.
والله أعلم.