الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي عافاك من الوسوسة.
وأما عن هذه الأيمان التي حلفت: فإن كنت حلفتها أو حنثت فيها تحت تأثير الوسوسة بحيث لا يمكنك دفعها، فلا شيء عليك -إن شاء الله-؛ لأنك في معنى المكره، وإن لم يكن حلفك ولا حنثك تحت تأثير الوسوسة، فتلزمك الكفارة عن كل محلوف عنه أو عليه إذا حنثت في يمينك، وانظر الفتوى رقم: 164941.
وإذا كنت تحلف اليمين الثانية بعد الحنث في الأولى وقبل التكفير عنها؛ فتلزمك بكل حنث كفارة عند أكثر أهل العلم، وذهب الحنابلة في المعتمد عندهم إلى أن عليه كفارة واحدة، كما قدمنا في الفتويين: 12551، 10595.
وقد سئل الشيخ/ ابن باز -رحمه الله-: أنا شاب حلفت بالله أكثر من ثلاث مرات على أن أتوب من فعل محرم، سؤالي: هل عليّ كفارة واحدة أم ثلاث؟ وما هي كفارتي؟
فأجاب: عليك كفارة واحدة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام؛ لقول الله سبحانه: (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) الآية من سورة المائدة/89، وهكذا كل يمين على فعل واحد أو ترك شيء واحد، ولو تكررت ليس فيها إلا كفارة واحدة، إذا كان لم يكفر عن الأولى منهما. أما إذا كان كفر عن الأولى ثم أعاد اليمين، فعليه كفارة ثانية إذا حنث، وهكذا لو أعادها ثالثة وقد كفر عن الثانية فعليه كفارة ثالثة. اهـ
والله أعلم.