الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا، ولك العافية، وقد أحسنت في التصبر، واشتغالك بالطاعات، والاستغفار، ومساعدة الناس.
وما دمت تبت إلى الله تعالى فنرجو لك قبول التوبة، وأن يرفع الله عنك بها ما حل بك من المصائب في الدنيا، مع عدم المؤاخذة في الآخرة؛ لأن معنى قبول التوبة هو زوال أثر الذنب، فالتوبة تمحو الذنب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلمي أن ابتلاء الله للعبد ليس عقوبة على الذنوب فقط، وإنما قد يكون لحكم أخرى، كرفع الدرجات، والتمحيص، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 27048.
وليس من المهم أن يعرف المسلم أنه عوقب على هذا الذنب أم لا، بل عليه عند حلول المصائب أن يعلم أنها ابتلاء من الله تعالى، يكفر بها عن السيئات، ويرفع بها الدرجات، فيكون ذلك دافعًا له للصبر عليها، والرضا عن الله تعالى بها، وقد سبق ذكر بعض البشارات لأهل البلاء والمصائب، وبيان الأمور المعينة على تجاوز المصائب في الفتويين التالية أرقامهما: 18103، 5249.
والله أعلم.