الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم المخلص العابد يعامل الناس بما شرع الله، وحض عليه من إحسان الخُلُق معهم، وأداء حقوقهم، والسلام عليهم عند ملاقاتهم، والتبسم في وجوههم، والقول الحسن والتواضع لهم، ومعاملتهم بما يجب أن يعاملوه به، ويدل لهذا قول الله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا {البقرة:83}، وقال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {الإسراء:53}.
وفي الحديث: وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي. وفي الحديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف. رواه أبو داود والترمذي وصححه الترمذي والنووي والألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو يعلى في مسنده من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وحسنه الألباني.
وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: ثلاث يصفين لك من ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيت، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه. رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ويحسن أن يصبر على ظلم من ظلمه وأساء إليه، ويحلم ويصفح ويدفع إساءته بالإحسان، ويتأكد هذا في حق الأقارب والأصدقاء والجيران، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
وفي مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وراجع في كيفية إرضاء العبد ربه سبحانه وتعالى الفتوى رقم: 74127.
والله أعلم.