الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا بأس من حيث الأصل بالعمل بمقابل عند الشخص المبتدع أو المخالف في العقيدة ما دام ذلك لا يؤثر في عقيدة المرء، ولا يمنعه من إقامة شعائر دينه، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- يتعاملون مع اليهود بالمدينة في المعاملات المالية التي يبيحها الإسلام، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، كما جاء في الصحيحين.
وروى ابن ماجه أن عليًّا -رضي الله عنه- عمل عند يهودي في إخراج ماء من البئر كل دلو بتمرة.
وبما أنك لم توضح لنا حقيقة عملك، ولا علاقته مع الشركات الأخرى حتى نعلم ما إذا كانت فيه إعانة على منكر أم لا؟ فلا نستطيع أن نحكم عليه بالمنع ولا بالجواز، ونكتفي بالقول: إن كان مجال عملك في الشركة المذكورة مباحًا، وليست فيه إعانة على الحرام فلا شيء فيه، وإن كان حرامًا أو فيه إعانة على أمر حرام فلا يجوز؛ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وإن كان فيه شبهة وشكّ، فالأولى والأحوط لدينك عدم العمل فيه.
والله أعلم.