الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوبي إلى الله مما ألممت به من المعاصي، وأن تستقيمي على شرعه سبحانه وتعالى، واعلمي أنه سبحانه غفور رحيم، وأنه يقبل توبة التائبين، فإذا صدقت توبتك رجعت من ذنبك كمن لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وأما ما تشعرين به من أن الله لن يقبل دعاءك وتوبتك، فهو من تسويل الشيطان وتزيينه لك ليردك عن طريق الاستقامة إلى طريق الغواية، فإياك وهذه الوساوس، وأما ما تشعرين به من المرض فقد يكون وهما، فعليك أن تدفعيه عنك، وأن تحسني ظنك بربك سبحانه وتعالى، وتعلمي أنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وثقي بحسن اختياره لك وتدبيره لك، واعلمي أنه سبحانه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له، ويمكنك مراجعة الأطباء المختصين لتطمئني على حالتك، فإن أخبروك بأن هذا مجرد وهم، فلا تبالي به ولا تلتفتي إليه، ولا تمكنيه من نفسك، وأما نصيحة من نصحك بأن تذهبي إلى من يعالج بالجن: فهي نصيحة إبليسية، فإياك والاستماع لها، وإياك والذهاب إلى هؤلاء الدجاجلة أو تصديقهم، فإن هذا من أخطر الأشياء على دينك، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.